ليلة امس
انتابتني رغبة ان اخط شيئا فوق وجه الورق
شجعني ذلك البياض الذي طغا عليها
واغراني بان اخط بعض الحروف التي تلطخ صفائها
فهل للورق معنى ان نحن تركناه ابيض كعذراء طاهرة؟
لكن السؤال الاهم كان لماذا اكتب؟؟
هل فقط لنحرم الورق من نقائه؟؟
وما الهدف وراء كل حرف نقرؤه؟؟
قد نجد لنا اقلاما ثورية ساخطة على الواقع
تانف القهر والظلم المفروض عليها من الحكومات او المؤسسات
فتجد لذتها او متنفسها الوحيد في امساك القلم
ومحاربة ما يمكن محاربته
قيل قديما ان القلم سلاح اقوى من السيف وان لا حدود لما يمكن ان يفعله
لكن هل مازال هذا المثل قائما؟؟
فالان جعلو كل السيوف موجهة ضدد هذا القلم
والبسوه كمامة على فهمه
تخرسه متى قرر ان يتكلم او حتى ان يهمس
الا يقفلون الجرائد ودور الصحافة ان سولت انفس اصحابها لهم
ان يتحدثوا في قضايا الدولة الخاصة جدا
اذن فحتى القضايا لم تعد تحل بالقلم
ولم يعد له سيبل عليها
الا اذا-طبعا-قام باكبر قدر ممكن من التعتيم على الاحداث
حتى ليتساءل القارئ هل ما يقرؤه هو خبر او لعبة الكلمات الخفية
اما ان تفعل هذا او يتم مصادرة مداد كل الاقلام
او توقيف استيرادها من الخارج
لا تستغربوا ابدا..كل شيئ وارد في زمن العجائب
ووهذا مجال اخر للكتابة
هذا الذي اصبح يستجلب اكبر عدد من الناس
كثر شعراؤنا
واصبحت الخواطر شغل اقلامنا الشاغل
ترى هل اصبحنا نفتقر الى المشاعر بحياتنا
حتى اصبحنا لا نجدها الى في قصيدة شاعر
او بوح خواطر؟؟
هل اصبحنا مجرد مخلوقات حبرية من ورق
نحب على ورق
نهجر ونعود على ورق
نقتل ونحيي بجرة قلم؟؟
هل ضاقت بنا فضاءات الحوار المباشر
حتى اصبحنا نخشى المواجهات؟؟
هل اصبحت الاوراق قنابل موقوتة نستعين بها
حتى نفجر منجم الكلمات داخلنا
هل اصبحت احزاننا وافراحنا..
ولائم نضعها على مائدة الورق
لنتقاسمها مع الجميع؟؟
تلك اذن هي صلاتنا بالورق والحبر؟؟
القضايا تختزن اوضاعنا..مبادئنا..احلامنا..وطاننا..ومشاريعنا
فيما تتكفل المشاعر باختزال باقي احتياجاتنا وجانبنا العاطفي
وهنا اتوقف لاتساءل من جديد
ما المطلوب منا بالضبط
ان نكتب لاخراج مكنونات صدورنا ورفع الظلم عنا؟
ام نوقف هذه الحروف التي بلا طائل
فهي باختصار تبقى على هوامش الكتب فقط
لا تهم غيرنا..ولا يقرؤها غيرنا
من محبرتي الخاصة
همس الروح